«أنا الآن أهيم في الشوارع رغم كبر سني!» بهذه الكلمات حاول سالم (48 عاما) تسليط الضوء على معاناته النفسية التي بدأت منذ نعومة أظفاره، وأبقته رهين مرضه النفسي، فيما لا يجد من يأخذ بيده لينهي مأساته.
يقول سالم: «منذ طفولتي وجدت نفسي أسكن لدى أقاربي، ثم أعادوني إلى أمي وأبي وأنا في العاشرة، درست في جدة حتى الصف الرابع الابتدائي، بعدها شعرت بتغير المكان ومرضت وطردني والدي إلى الشارع، فيما أبقى إخوتي في البيت ودخلت المستشفى وعمري 18 عاما وأصبحت أتردد عليه، وفي عام 1400 ماتت أمي، وبعد عامين لحق بها والدي، عملت في النجارة، وسكنت الشوارع، واتخذت من مكان منزوٍ أمام أحد المساجد مأوى أسكنه، وتسولت لآكل، بعضهم كان يطعمني والآخر يطردني وينهرني، حاولت الحصول على الضمان لكن لم تفلح محاولاتي».
ولم تكن تفاصيل قصة سالم الوحيدة التي تبرهن على إشكالات مرضى الصحة النفسيين في العثور على سرير في المستشفيات، مما يبقيهم يجوبون الشوارع في كثير من المدن، في وقت بات أهاليهم يتساءلون عن مصير مشاريع الصحة النفسية التي سبق أن أعلنتها وزارة الصحة في وقت سابق، وما إذا كانت مشاريع «الخصخصة» تعني إحالة مقار المستشفيات إلى فكرة أخرى.
لكن هذه الأسئلة المشروعة في أذهان الأهالي هي الأخرى باتت للأسف لا تجد من يتصدى لها من قبل مسؤولي وزارة الصحة الذين فضلوا «العزوف» عنها، واعتبروا أنها تحتاج إلى جهات مخولة بالتصريح، ليبدو الأمر وكأنهم يتفقون مع الأهالي على التساؤل ما مصير تلك المشاريع؟
وتتضح الإشكالية في أن المرضى المشردين والهائمين في الشوارع هم خليط من مدمني مخدرات ومرضى عقليين متسولين وغيرهم، وأن التعاطي مع هذه المشكلة يحتاج لعمل منظم وشامل بإنشاء مؤسسة وطنية للخدمات النفسية المجتمعية تتولى التخطيط والتنسيق للتعامل مع هذه الظاهرة.
نقص الأسرّة
ويعد نقص أسرة المرضى النفسيين من المشكلات التي تواجه وزارة الصحة في تقديم خدمات طبية يتناسب مع المرضى، رغم أنه تم رفع السعة السريرية لأغلب مستشفيات الصحة النفسية القائمة حالياً لأكثر من (100) سرير على أقل تقدير مع افتتاح العديد من المشاريع الجديدة في مجال الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إضافة إلى اعتماد مشاريع أخرى يجري تنفيذها لمواجهة الطلب المتزايد على هذه الخدمات العلاجية تصل السعة السريرية في بعضها لـ «500» سرير ومحاولة توفيرها لطالبيها بكل يسر وسهولة.
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة حرصها على أن تغطي هذه الخدمات جميع مدن ومحافظات المملكة من خلال مجمعات ومستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، وكذلك العيادات النفسية الملحقة بالمستشفيات العامة، وتدشين الخدمات الاجتماعية بمراكز الرعاية الصحية الأولية لاستقبال الحالات واكتشافها في وقت مبكر، إلا أن ضعف حركة دوران السرير لهذه المستشفيات يتسبب في بقاء المرضى النفسيين لفترات طويلة حتى تتحول حالاتهم إلى حالات مرضية مزمنة يصعب توافقها مع المجتمع مرة أخرى، مما يحول دون استقبال حالات جديدة تكون بأمس الحاجة لخدمات هذه المستشفيات.
مشاريع الصحة النفسية
وحول المشاريع الجديدة لمستشفيات الصحة النفسية، كشفت وزارة الصحة في تقرير سابق، أن هناك العديد من المشاريع الجديدة التي تم اعتمادها في مجال الصحة النفسية والإدمان، إذ تغطي أغلب مدن ومحافظات المملكة، وتتراوح السعة السريرية لهذه المستشفيات من (100-500) سرير حسب الحاجة، ومشاريع أخرى تم الانتهاء منها وتم تشغيلها فعلياً، وهي: مستشفيات الحدود الشمالية، القريات، الجوف، المدينة المنورة، الأحساء. ومشاريع تحت التجهيز، وهي: مستشفيات الدمام، القصيم، جازان. ومشاريع يجري تنفيذها، وهي: مستشفيات الخرج، نجران، حائل، تبوك، جدة، عسير.
أما المشاريع التي تم اعتمادها أخيرا فتشمل مستشفيات الرياض (500) سرير، مكة المكرمة (500) سرير، الباحة (200) سرير.
يقول سالم: «منذ طفولتي وجدت نفسي أسكن لدى أقاربي، ثم أعادوني إلى أمي وأبي وأنا في العاشرة، درست في جدة حتى الصف الرابع الابتدائي، بعدها شعرت بتغير المكان ومرضت وطردني والدي إلى الشارع، فيما أبقى إخوتي في البيت ودخلت المستشفى وعمري 18 عاما وأصبحت أتردد عليه، وفي عام 1400 ماتت أمي، وبعد عامين لحق بها والدي، عملت في النجارة، وسكنت الشوارع، واتخذت من مكان منزوٍ أمام أحد المساجد مأوى أسكنه، وتسولت لآكل، بعضهم كان يطعمني والآخر يطردني وينهرني، حاولت الحصول على الضمان لكن لم تفلح محاولاتي».
ولم تكن تفاصيل قصة سالم الوحيدة التي تبرهن على إشكالات مرضى الصحة النفسيين في العثور على سرير في المستشفيات، مما يبقيهم يجوبون الشوارع في كثير من المدن، في وقت بات أهاليهم يتساءلون عن مصير مشاريع الصحة النفسية التي سبق أن أعلنتها وزارة الصحة في وقت سابق، وما إذا كانت مشاريع «الخصخصة» تعني إحالة مقار المستشفيات إلى فكرة أخرى.
لكن هذه الأسئلة المشروعة في أذهان الأهالي هي الأخرى باتت للأسف لا تجد من يتصدى لها من قبل مسؤولي وزارة الصحة الذين فضلوا «العزوف» عنها، واعتبروا أنها تحتاج إلى جهات مخولة بالتصريح، ليبدو الأمر وكأنهم يتفقون مع الأهالي على التساؤل ما مصير تلك المشاريع؟
وتتضح الإشكالية في أن المرضى المشردين والهائمين في الشوارع هم خليط من مدمني مخدرات ومرضى عقليين متسولين وغيرهم، وأن التعاطي مع هذه المشكلة يحتاج لعمل منظم وشامل بإنشاء مؤسسة وطنية للخدمات النفسية المجتمعية تتولى التخطيط والتنسيق للتعامل مع هذه الظاهرة.
نقص الأسرّة
ويعد نقص أسرة المرضى النفسيين من المشكلات التي تواجه وزارة الصحة في تقديم خدمات طبية يتناسب مع المرضى، رغم أنه تم رفع السعة السريرية لأغلب مستشفيات الصحة النفسية القائمة حالياً لأكثر من (100) سرير على أقل تقدير مع افتتاح العديد من المشاريع الجديدة في مجال الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إضافة إلى اعتماد مشاريع أخرى يجري تنفيذها لمواجهة الطلب المتزايد على هذه الخدمات العلاجية تصل السعة السريرية في بعضها لـ «500» سرير ومحاولة توفيرها لطالبيها بكل يسر وسهولة.
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة حرصها على أن تغطي هذه الخدمات جميع مدن ومحافظات المملكة من خلال مجمعات ومستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، وكذلك العيادات النفسية الملحقة بالمستشفيات العامة، وتدشين الخدمات الاجتماعية بمراكز الرعاية الصحية الأولية لاستقبال الحالات واكتشافها في وقت مبكر، إلا أن ضعف حركة دوران السرير لهذه المستشفيات يتسبب في بقاء المرضى النفسيين لفترات طويلة حتى تتحول حالاتهم إلى حالات مرضية مزمنة يصعب توافقها مع المجتمع مرة أخرى، مما يحول دون استقبال حالات جديدة تكون بأمس الحاجة لخدمات هذه المستشفيات.
مشاريع الصحة النفسية
وحول المشاريع الجديدة لمستشفيات الصحة النفسية، كشفت وزارة الصحة في تقرير سابق، أن هناك العديد من المشاريع الجديدة التي تم اعتمادها في مجال الصحة النفسية والإدمان، إذ تغطي أغلب مدن ومحافظات المملكة، وتتراوح السعة السريرية لهذه المستشفيات من (100-500) سرير حسب الحاجة، ومشاريع أخرى تم الانتهاء منها وتم تشغيلها فعلياً، وهي: مستشفيات الحدود الشمالية، القريات، الجوف، المدينة المنورة، الأحساء. ومشاريع تحت التجهيز، وهي: مستشفيات الدمام، القصيم، جازان. ومشاريع يجري تنفيذها، وهي: مستشفيات الخرج، نجران، حائل، تبوك، جدة، عسير.
أما المشاريع التي تم اعتمادها أخيرا فتشمل مستشفيات الرياض (500) سرير، مكة المكرمة (500) سرير، الباحة (200) سرير.